سقط فرعون فلا تكونوا كبني اٍسرائيل
............................................
كلنا شاهدنا سقوط فرعون الثاني و كان هذا النصر بفضل الله - سبحانه و تعالى -
و كأننا نقلب صفحات التاريخ فنرى سقوط فرعون الأول عندما نصر الله موسى و قومه - عليه السلام
-
وَنُرِيدُ
أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا
كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)
فبعد أن طغى فرعون و عذب و قتل و دمر و أهلك في بني اٍسرائيل كان الجزاء من الله بأن أغرقه هو و جنوده و نجى موسى و من معه
و حاول فرعون القديم أن يراوغ بالاٍيمان
َو
جَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ
وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ
آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ
بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [يونس
فرأينا فرعون الجديد و هو يحاول الفرار من الموقف منادياً بالاٍصلاح
اٍلا أنهما كانا غير صادقين فأبى الله لهما اٍلا الذل و العار!
ُقلِ
اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ
الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران : 26]
و لكن ماذا بعد فرعون ؟
فبعد أن سقط فرعون القديم رأينا بني اٍسرائيل يكفرون بنعمة الله
وَجَاوَزْنَا
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ
عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا
لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف : 138]
اٍنكم قوم تجهلون !
اٍنكم قوم تجهلون !
اٍنكم قوم تجهلون !
وَوَاعَدْنَا
مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ
رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي
فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)
فكان الاٍصلاح في هذه المرحله وصية موسى لأخيه هارون
و رغم أن الله فضل موسى بأن كلمه أربعين ليله
رجع بني اٍسرائيل و عبدوا العجل
وَاتَّخَذَ
قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ
خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ
سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فَي
أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ
يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)
و تاب الله عليهم و أعطاهم يوماً يعظمونه و هو يوم السبت و أمرهم ألا يصطادوا في هذا اليوم و لكنهم خالفوا أمره
واَسْأَلْهُمْ
عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي
السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً
وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا
كَانُوا يَفْسُقُونَ
و لكن رغم هذا كان هناك المصلحون و كان هناك الفاسدون
و كان هناك المثبّطون !
و هم من اكثر الفئات انتشاراً
وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ
مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً
إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا
ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ
يَفْسُقُونَ (165)
ثم كان بنو اٍسرائيل على قسمين
منهم من ضيع و فرط
و منهم من تمسك و مسّك و أصلح من نفسه و غيره
فَخَلَفَ
مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا
الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ
يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ
يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ
الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170
و كانت النجاة للمصلحين
فهل بعد سقوط فرعون الجديد سنكون مثل بني اٍسرائيل ؟!
هل سنكون فاسدين مثل أحفاد الخنازير
أم سنكون مثبطين للمصلحين مثل أحفاد القردة
أم سنكون مصلحين مثل الناجين الذين تاب الله عليهم
فالصلاح طريق النجاة
فها فجر الحق قد بزغ
و ليل الظلم قد انجلى
و ها هي الأرض الخصبة قد عادت اٍلينا
فماذا سنزرع فيها ؟؟؟
و صلّ اللهم و سلم على سيد المصلحين و اٍمام المرسلين
و الحمد لله رب العالمين
من خطبة لأحمد البحر