السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.....أما بعد:
فيا إخوتي الكرام ............كثيرا ما أساء الناس فهم هذا الشهر الفضيل و
حسِبوه شهرا قاسيا لما فيه من صوم و ذكر و تهجد..........فضيعوا عليهم فرصا
كثيرة .......و هذه نماذج من هؤلاء :
* تراه متعصبا حاجباه ملتويان من شدة الغضب ، يتشاجر من دون سبب،
و إن سألته : لماذا؟ يجيبك بوقاحة : أنا صائم،
و كأن الصوم امتناع عن الأكل و إقبال على كل شيء حتى وإن كان منكرا.
* تراه يصرخ على أولاده المساكين من دون أي ذنب، و إن سألته : لماذا؟
يقول لك : أنا صائم ،
و كأن الصوم عقاب له ، ألا يعلم أنه دواء لأمراض النفس و أسقام البدن؟
*تراه ينام إلى ساعة متأخرة من النهار ، و إن سألته : لماذا؟
يقول لك : أنا صائم ، أمضي وقتي قليلا بالنوم حتى لا أحس بصعوبة الصوم،
بل يُهدر وقته كثيرا و كأنه لا يعلم أن أهم شيء في الصوم هو الصبر.
*تراها تُعد الأطباق و تتفنن فيها منذ بداية اليوم حتى غروب الشمس،
و إن سألتها : لماذا؟ هل هذا لصدقة ؟ ام عندك الكثير من الأولاد ؟ تجيبك
ببساطة :لا هذا و لا ذاك، فقط نحنُ صائمون،
و كأنهم صاموا الدهر كله ...(نحن قوم لا نأكل حتى نجوع و إذا أكلنا لا نشبع).
*تراه يغطّ في نوم عميق و يقول لأهله :لا توقظوني في السحور، سآكل ليلا،
وإن سألته : لماذا؟ يجيبك : أنا تعبان لا أقوى على النهوض،
بل هو أكبر كسلان ، ألا يعلم أن التسحر سُنّة؟....... يُضيع على نفسه أكبر
فرصة للإستغفار و قيام الليل.........قال تعالى: (( وَ بِالأَسحَارِ هُم
يَستَغفِرُونَ )).
*تراه يُؤخر الإفطار ويسارع إلى النوم قبل المغرب بدقائق، و إن سألته : لماذا؟
يقول لك : لقد أتعبني هذا اليوم، و ليس لي نفس في الأكل،
و هل نسي قول نبينا صلى اللـه عليه و سلم:
(خيركم من عجل الفطور و أخرالسحور).
*تراهم يسهرون بالليل، يتكلمون في أمور دنيوية لا قيمة لها و يقهقهون، أصواتهم تُسمع على بُعد كيلومترات،
وإن سألتهم : لماذا؟ يقولون لك : نحن في ليلة رمضانية..
و كأنّ رمضان شهر السهر و السمر، لا شهر القرآن و الذكر.
*تراها مقبلة على التلفاز تكاد تأكله بعينيها من كثرة ما تشاهده من الأفلام،
و إن سألتها : ما سبب كل هذا ؟ تقول لك : أنا في رمضان،
وكأنه شهر الأفلام و المسلسلات لا شهرُ الطاعات و الحسنات.
*تراه يرفع من أثمان المواد الغذائية بدل إخفاضها ، و إن سألته: لماذا؟
يقول لك : نحن في رمضان، و كأنه شهر قسوة لا شهر خير و بركة.